Your Ad Here

Oct 9, 2011

الاعلام و التعليم
هناك إجماع بين التربويين علي ان التربية اوسع مدي عن التعليم فالتربية اكثر دلالة علي ما يتصل بالسلوك و تقويمه في حين ينحصر التعليم علي علاقة محدودة بين طرفين بهدف نقل المعلومات و المعارف و المهارات و علي هذا يمكن القول بأن التعليم هو نمط مؤسسي من أنماط التربية و يتم داخل مؤسسات رسمية . بينما تتم التربية داخل المؤسسات و خارجها فالتربية تتم داخل الاسرة و في النادي و المدرسة و وسائل الإعلام و المساجد و غيرهم من المؤسسات الاجتماعية و منها يكتسب الفرد الكثير من مكونات شخصيته و ثقافته . و الاعلام التربوي هو الاعلام الشامل للتربية بمفهومها الواسع .
   
 و الهدف الاول للتعليم هو نقل تراث الامة الاجتماعي من جيل الي جيل و تنمية الجوانب المعرفيةو يتفق الاعلام و التعليم في ان كل منهما يهدف الي تغيير سلوك الفرد فبينما يهدف التعليم الي تغيير سلوك التلاميذ الي الافضل نجد ان الاعلام يهدف الي تغيير سلوك الجماهير ، كما أن التعليم و الاعلام هما عملية تفاهم و عملية التفاهم هي عملية اجتماعية تبني عليها المجتمعات . 
    
و يتميز جمهور التعليم بالتجانس فالتلاميذ في مختلف مراحل التعليم متجانسون من حيث السن و الخبرات السابقة و القدرة علي التحصيل و الزمن بينما جمهور الاعلام فهم جميع افراد المجتمع  ، كما يتميز جمهور التعليم عن جمهور الاعلام في ان الاول مقيد في حين ان جمهور الاعلام حر في تناول الرسالة الاعلامية كما يتميز التعليم عن الاعلام بصفة المحاسبة علي النتائج فالطالب مسئول عن نتائجة و نجاحة أما في الاعلام فليس هناك انسان مسئول عن متابعة برامج الاعلام كما ان التعليم يتميز بالدافعية فالدافع هنا واضح و هو تحصيل العلم و النجاح بالاضافة الي التفاعل المباشر بين طرفي الاتصال. 
   
و من هذا المنطلق الفكري نجد :
ان الاعلام يقدم خدمة اخبارية هدفها التبصير و التنوير و الاقناع ، لتحقيق التكيف و التفاهم المشترك بين أفراد المجتمع، اما التعليم فانه يهدف الي استمرار التراث العلمي و الاجتماعي و الادبي و الحضاري للاجيال المتعاقبة و تنمية مهاراتهم و قدراتهم العقلية و البدنية . 
    
و من هنا يتضح ان الاعلام و التربية دعامتان يجب ان نجند لهما كل الوسائل من اجل توجيه الاجيال الناشئة و المتعاقبة التوجيه العلمي السليم للسلوك الاجتماعي الذي نرتضيه لابنائنا مستفيدين من تلك الروابط التي تجمع الاعلام بالتعليم .